بقلم / محمود مقلد
أربعة ليس فيهن وجهة نظر ، الدين والدم والعرض والوطن ، حين يكون الوطن مستهدفاً ، يصبح الحياد خيانه ، والصمت تواطئ ،والهجوم جريمة، فالوطنية ليست مُجرد كلمات أو شعارات بل هي مسؤولية، وتضحيات، يجب أن يُقدمها كل فرد في الوطن دون أي تردد وفى الوقت المناسب .
مصر الأن فى أمس الحاجة لتكاتف أبنائها خلف قيادتها السياسية لحين عبور أزمة سد النهضة التى يعتبرها البعض قضية وجود وأمن قومى لنحو 100مليون نسمة .
أنا هنا لا أشكك في وطنية أحد، ولا أوجه ذلك لأحد بعينه، لكني أطالب بالأصطفاف والدعم والتكاتف وراء كل الجهود التى تبذلها الدولة لحل مشكلة سد النهضة التى تهدد أستقرار المنطقة ككل وليس مصر فقط .
كان الله فى عون الدولة التى تواجه تحديات ضخمة منذ أكثر من 10 سنوات بدأت بانتفاضات الربيع العربى وتقسيم المنطقة ، ثم محاربة الأرهاب فى كلا من سيناء وليبيا ، وصولا الى أزمة أقتصادية طاحنة وتداعيات جائحة كورنا التى تسببت فى خسائر فادحة لكل دول العالم .
الأوطان لاتباع ولا تشترى ولا أحد يستطيع تعويضها ، رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يُحب وطنه ويشتاق لمكة وهو ممنوع من دخولها، وتذرف عيناه وهو يودعها، ويقول بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم وأنفاسه تلتهب من لوعة فراقها:
« أَمَا وَاللَّهِ لأَخْرُجُ مِنْكِ ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ وَأَكْرَمُهُا عَلَى اللَّهِ ، وَلَوْلا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْتُ ».
من يدّعي أن هناك حيادًا في حب الوطن أقول له: لا حياد في حُب الوطن، ولا صمت حينما يقصده مُتربص، أو يهاجمه عدو،
لذلك على الجميع دعم كل القرارات التى تتخذها الدولة لحل المشكلة مع ضرورة تنحية أى خلافات لحين الفصل فى موضوع ملىء وتشغيل سد النهضة .
من فينا لا يعرف ماذا يدبّر لمصر أو ما يحاك ضدها، ومن الذي يقف خلف كل المخططات والمؤامرات ، من فينا لايعرف كم عدد القتلى وكيف شردت الألاف فى سوريا والعراق وليبيا بحجة الديموقراطية .
«إن وطنا لا نحميه لا نستحق العيش فيه»، سيبقى الوطن أبيا شامخا رغم أنف الجميع وتواطأ المجتمع الدولى ، وأنوف المرتزقة اللذين يحاولون تحميل المسؤلية لشخص بعينة .
أنا مع بلادى إن أصابت أو أخطأت، هذا ليس نفاق أو تطبيل أو طلب مصلحة ، لكن واقع يعيشة ملايين اللأجئين فى سوريا والعراق وليبيا ، أنا مع بلادى ضد أى معتد أو دولة تريد تعطيش ملايين البشر دون أدنى مسؤلية .
النيل نعمة من الله، وحق للجميع وهبة مصر ، أقول ذلك، وأنا كلى ثقة فى جيش مصر وشعبها على عبور تلك المشكلة التى أستنفذت الكثير من الوقت والجهد فى ظل مرواغات دولة نعرف من يقف ورائها .
