المقالات

أرض الحرمين تتزين بالورود .. رحلة إيمانية

بقلم🖊️ عماد حمدي منسي

ورود أرضها الحرمين وسقياها ماء زم زم …. يرعاها القران الكريم وسنة نبينا محمد صل الله عليه وسلم …قوامها التقوى والايمان والعمل الصالح … ورائحتها لاتضاهيها رائحة اغلي العطور مهما اختلفت اسمائها وشهرتها لأنها رائحة القلوب البيضاء المؤمنة بالله الواحد الاحد الفرد الصمد

ورود الرحمن التي لاتحركها الأهواء والشهوات والمصالح وانما يحركها إيمانها القوي بالله سبحانه وتعالى ..وتخشع من خشيته يقول تعالي ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله )

ورود لم أري لها مثيل مادام قلبي ينبض بالحياة…وقد أثارت إنتباهي فتأملتها بروح من يبحث عن النجاة بين السماء والأرض أثناء الطواف حول الكعبة وفي السعي بين الصفا والمروة

وأحسست أن عيني لم تصدق ما تراه وكأنني في حلم ليس ككل الاحلام ولكنها الحقيقة بكل معانيها الراقية وليس الخيال

ورود إيمانية إنسانية بكل الالوان تحمل المصاحف وتسبح في سماوات من الرحمة والايمان والتقوى ….ومن المؤكد إنها ستظل بيضاء نقية طاهرة مهما تغيرت بفعل عوامل الحياة والزمن ولكنها حتما ستعود بيضاء نقية

ورود من جميع أنحاء العالم .هبطت علي أرض الحرمين فرارا من الضيق إلى السَعَةِ ثقةً ورجاء فراراً من الخوف إلى الطمأنينة، ومن هموم الدنيا إلى التطلع لجنة الآخرة بالتقرب إلي الله…..قال سبحانه: { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ }

الفرار وما أحلي الفرار إلي الله جل علاه من عالم سيطرت عليه الماديات والشهوات وحب السيطرة والتملك حتي لو كان بهدر الحقوق وإنكارها وسفك الدماء في سبيل تحقيق أحلام وطموحات غير مشروعة ولكن الله تعالى توعد الظالمين بالعذاب الشديد يوم القيامة يقول تعالى: { إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا } ( الكهف:29 )

بينما حمام السلام يداعب ورودها ( ضيوف الرحمن ) ويمرح بين سماء الكعبة و الأرض يتعالى هديله في مشاهد خلابة حول صحن البيت العتيق و مآذنه وفي ساحات المسجد الحرام وشوارع مكة المكرمة، يتميز بجمال شكله ولونه الشديد الزرقة من رأسه لرقبته و طرف جناحيه وذيله الأسود ورقبتة الطويلة وعيونه المرسومة والألوان المميزة التي تحيط برقبته، حيث هذه الأوصاف تختلف عن باقي أنواع الحمام الأخرى، ولا تكاد تختلف حمامة عن أختها على الإطلاق، سواء في الحجم أو الشكل أو اللون.

يحلق بكل أمان وحرية ليس فيها اي قيود ……طيور لها تسبيحاً خاصاً بها كما يقول سبحانه وتعالى: ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )، وهي كغيرها من سائر الأمم لها لغاتها التي تتفاهم بها فيما بينها وتنسق روابطها الفردية والجماعية، وتلك اللغات لا يعلمها إلا الله عز وجل، ويُفهمها لمن يشاء من عباده كما أفهمها لسيدنا سليمان عليه السلام

عماد حمدي منسي
emadmansy1966@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *