طاقة ونقل

التكنولوجيا النووية بوابة للاستدامة المستقبلية

يؤكدها تقرير "التقنيات النووية للحفاظ على التحف التراثية الثقافية"

تعد الطاقة النووية الخيار الأمثل لتلبية احتياجات العالم من الطاقة المستدامة خاصةً في ظل الاستدامة المحدودة لعناصر الطاقة العالمية.

وفي هذا الإطار، لا يقتصر بناء محطات المفاعلات النووية على الحصول على مصادر طاقة نظيفة وموثوقة فقط، ولكنه يهدف أيضاً الى الحفاظ على الأمن القومي للبلاد، بالإضافة للحفاظ على قيادة الدول، حيث يعتبر بناء مفاعل نووي وامتلاك تكنولوجيا مدنية وسلمية قوية أمر ضروري للبلاد.

تمثل التكنولوجيا النووية بوابة للاستدامة المستقبلية، كما أنها تعد ابتكاراً لطالما تواجد عبر التاريخ، حيث تم استخدامها في الحفاظ على التراث ونشر الوعي والثقافة بين الأجيال. علاوة على ذلك، فهي تساهم في تطوير الدول، خاصةً فيما يتعلق بصيانة محطات الطاقة النووية وتعزيز سلامة المنشآت النووية.

وفي هذا السياق، أشار تقرير “التقنيات النووية للحفاظ على التحف التراثية الثقافية” انه قد تم استخدام إشعاع “جاما” عالي الكثافة (من مصادر كوبالت -60 مختومة) لسنوات عديدة لتطهير أو تعقيم مجموعات أثرية مصنوعة من الخشب أو غيره من المواد العضوية.

كما تحرص الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تعزيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية والحفاظ على التراث الثقافي. ويعمل المتخصصون في جميع أنحاء العالم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على دراسة التراث الثقافي والحفاظ عليه من خلال تنفيذ بعض الاختبارات “غير المدمرة” (NDT) والمقايسة “غير المدمرة” (NDA)، وكلاهما طرق “عدم التدخل” لحماية القطع الأثرية التاريخية.

وذكرت جريدة نيويورك تايمز، ان أحد هذه التطبيقات قد ساعد بالفعل في إنقاذ واحدة من أهم المومياوات الهامة في مصر في عام 1977، تدهورت حالة مومياء رمسيس الثاني في مصر، وكان الخيار الوحيد هو نقل المومياء إلى المركز الذري في فرنسا في ساكلاي، ولكي يتم إعادة عرضها في مصر، تم علاج المومياء باستخدام العلوم والتكنولوجيا النووية، حيث تم وضعها في تابوت شفاف محكم الإغلاق وتعرضت لأشعة “جاما” للتعقيم المطلق، وبالتالي تم حمايتها من التعفن.

وتساهم الأشعة السينية في توضيح التفاصيل الغير مرئية بالعين المجردة، حيث أوضح مقال “أليخاندرا سيلفا ” عن جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اكتشاف من رسم لوحة سانت جورج، ان الأشعة السينية تعمل على إظهار الأجزاء الداخلية لأي جسم وكذلك أي تشققات أو جروح،

اشتمل التطبيق المستخدم على فلورية الأشعة السينية، وهي طريقة “غير المدمرة” NDA ، حيث يستخدم العلماء عادة “جهازًا محمولًا صغيرًا يسمى مطياف بالأشعة السينية لقصف عينة من مادة الاختبار بحزم الأشعة السينية، وتتفاعل الحزم مع الذرات في العينة، مما يؤدي إلى إزاحة الإلكترونات من الأصداف الداخلية لهذه الذرات، وعندما يتم إزاحة الإلكترون، يترك وراءه مساحة شاغرة يتم ملؤها بعد ذلك بإلكترون من المدار الأعلى. وقد أشار مقال “سيلفا” أنه عندما ينتقل الإلكترون من مدار أعلى إلى مدار أدنى، يتم إطلاق كمية معينة من الطاقة كإشعاع كهرومغناطيسي.

ومن الممكن الكشف عن الإشعاع، الذي يكون في صورة أشعة سينية، بواسطة مقياس الطيف واستخدامه لتحديد عنصر المنشأ. ويرجع ذلك إلى تفرد طاقة كل عنصر من الأشعة السينية المنبعثة، حيث يستخدم هذا التطبيق عادة للتحقيق في المخطوطات والعملات المعدنية والسيراميك وغيرها من القطع الأثرية.

يعتبر الابتكار هو وسيلة ناجحة لنشر الوعي حول استخدامات الطاقة النووية ولا يزال ضروريًا لمستقبلها المستدام، حيث تتمكن هذه التقنيات والتطبيقات الخاصة بالعلوم والتكنولوجيا النووية أن تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي للعديد من الأجيال القادمة، والحفاظ على تاريخهم.

الوسوم