طاقة ونقل

بحث نتائج القياسات البيئية لتحقيق السلامة الإشعاعية بمحطة الطاقة النووية البيلاروسية و المناطق المجاورة

بحث ممثلون عن وزارة الطاقة والمنظمات البيئية في جمهورية بيلاروسيا، مع مختصين من منظمات بيئية عالمية، موضوع “الرقابة العامة على محطات الطاقة النووية”، بما فيها قياسات “الخلفية الصفرية”؛ وذلك في إطار المنتدى البيئي البيلاروسي الرابع والعشرين المنعقد بالعاصمة مينسك.
وناقش المشاركون في اللقاءات التي نظمتها وزارة الطاقة في بيلاروسيا، بالشراكة مع “رابطة مواقع محطات الطاقة النووية”؛ نتائج القياسات الصفرية والفحص الدولي للمواد.

وتعد محطة الطاقة النووية في جمهورية بيلاروسيا، ليس فقط مجرد منشأة ذات أهمية وطنية، ولكنها أيضا أول محطة طاقة نووية يتم تشغيلها في أوروبا في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يثير اهتمام المجتمع العالمي.

وتحرص السلطات المختصة في الجمهورية، في كل مراحل تنفيذ هذا المشروع، على إظهار الانفتاح والشفافية، والتي تتبين في استضافة المختصين من الجمهور، والخبراء المستقلين الدوليين.

و تم خلال العام الجاري، بمبادرة من وزارة الطاقة البلاروسية، بالشراكة مع المنظمة الدولية البيئية المشتركة “الصليب الأخضر”، وبدعم من رابطة مواقع محطات الطاقة النووية، تنفيذ مشروعين بيئيين عامين، تمثلا في حملة بيئية لقياسات الخلفية الصفرية، وفحص دولي للوثائق التي تدعم البيئة وسلامة محطة الطاقة النووية البيلاروسية.

وتعتبر دعوة الخبراء الدوليين لإجراء قياسات وتقييمات بيئية، استمرارا للعمل المنهجي لمحطة الطاقة البيلاروسية، مع الجمهور.

كان ممثلون عن منظمة “الصليب الأخضر”، ووكالة السلامة البيئية، ومنظمة الطاقة والعلوم البيئية والعلمية “ألفا إكس 91″، وغيرها، أجروا في أغسطس الماضي قياسات “الخلفية الصفرية”، في المنطقة المجاورة لموقع بناء محطة الطاقة النووية البيلاروسية بمنطقة أوستروفيتس.

وتم أخذ عينات من الهواء والماء والتربة، والرواسب السفلية، والغطاء النباتي؛ لإجراء الأبحاث المختبرية.

كما تم وضع تركيبتي ترشيح للهواء لأخذ عينات من الغبار المشع [الرواسب العالقة في الهواء]، واليود المشع الغازي، في نقطة مراقبة منتظمة بمحطة الأرصاد الجوية ماركونا.

كما أجرى خبراء في الصناعات النووية من 8 دول، هي ليتوانيا، وكازاخستان، والمجر، والنمسا، وإيطاليا، وبيلاروسيا، وأوكرانيا، وروسيا، في سبتمبر الماضي؛ فحصًا للمواد التي تدعم السلامة البيئية لمحطة الطاقة البيلاروسية.

وأكد الخبراء، أن تحليل جميع الوثائق المقدمة للفحص، يشير إلى مستوى علمي وتقني عالٍ، لحل مشكلة السلامة الإشعاعية والبيئة في محطة الطاقة البيلاروسية.

وقالت نائب مدير إدارة الطاقة النووية بوزارة الطاقة في جمهورية بيلاروسيا، ليليا دولينيتس، “إن نتائج الحملة الدولية لقياسات الخلفية الصفرية والفحص الدولي للوثائق المتعلقة بالسلامة البيئية، ستكون بمثابة مواد أولية، لتحليل ما بعد المشروع، لبرنامج الطاقة النووية البيلاروسي، بموجب اتفاقية إسبو”.

من جانبه، قال عضو لجنة الخبراء من النمسا، ممثل مركز فيينا الدولي للكفاءة النووية، يانكو يانيف، “هذا مؤشر هام على جودة المشروع ككل، وعلى مستوى موقف الجانب البيلاروسي من الامتثال لمبادئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الاستخدام الآمن للمنشآت النووية. وكتوصية، أقترح مستقبلا، عند تشغيل المحطة النووية البيلاروسية، دعوة خبراء دوليين وخبراء مستقلين لمراقبة الوضع البيئي في منطقة المراقبة”.

بدوره، أوضح رئيس “الصليب الأخضر” الروسي، رئيس المؤتمر البيئي الروسي، البروفيسور سيرجي بارانوفسكي، أن الفحص العام هو أداة فعالة لتقييم جودة إعداد الوثائق العامة التي تثبت سلامة محطة الطاقة النووية البيلاروسية، “لاستخلاص النتائج حول الأثر البيئي للنشاط المخطط والنتائج الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالمشروع”. وقال، “هذه فرصة جيدة لخلق مناخ من الانفتاح على المعلومات بين الجمهور والعلماء النوويين”.

وتقدم الوثائق المقدمة لمحة شاملة عن التدابير المخطط لها لضمان السلامة النووية والإشعاعية والبيئية، والتي تتوافق تماما مع القواعد واللوائح التي وضعتها تشريعات جمهورية بيلاروسيا، وتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وناقش الخبراء، كذلك، مسائل الاستفادة من الخبرات الدولية في تنفيذ المشاريع البيئية، بما في ذلك في مجال التعليم البيئي، وبناء حوار مع المنظمات العامة والجمهور.

يشار إلى أن محطة الطاقة النووية البيلاروسية، هي أكبر مشروع روسي – بيلاروسي مشترك في مجال الطاقة النووية.
ويتم بناء المحطة وفقا للاتفاق المبرم بين حكومتي روسيا الاتحادية وجمهورية بيلاروسيا، بشأن التعاون في بناء وتسليم محطة الطاقة النووية.

وتوفر تقنيات الجيل الثالث (+)، التي تم تطويرها في روسيا، والتي تتوافق تماما مع كل المتطلبات الحديثة والمعايير الدولية وتوصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنشاء محطة طاقة نووية مؤلفة من وحدتين، بطاقة إجمالية تصل إلى 2400 ميغاوات، مزودة بمفاعل القدرة المائي-المائي (ڤي ڤي إي آر). ويقوم بالتنفيذ، المقاول العام للمشروع شركة “أتومستروي إكسبورت”، التابعة للقسم الهندسي في شركة “روساتوم”.

والجدير بالذكر انه تم التعاقد مع الجانب الروسي لبناء منشأة لتخزين الوقود وأخري خاصة بتخزين الوقود النووي المستهلك.

الوسوم