حوار /ايمان فتحى
مشهد جميل يزين شوارع سوهاج وطرقاتها بدأ منذ حوالي 3 سنوات لشباب وناشئين يمارسون رياضة ركوب الدراجات بزيهم الموحد وخوذاتهم المميزة في تناسق رائع ملفت للنظر.
معلوم أن مثل هذه المبادرات قليلة الحدوث فى محافظات الوجه القبلي خصوصاً أنها سجلت إقبالاً كبيراً من قبل شباب في مقتبل العمر.
مجلة (النخبة )التقت صاحب المبادرة و هو كابتن أحمد محمود السويسي – شاب سوهاجي طموح – يبلغ من العمر 36 سنة حاصل علي بكالوريوس تجارة ويعمل مدير مالي واداري بشركة أدوية.
في بداية الحديث مع كابتن أحمد استشعرت في صوته الهدوء و الرزانة والحكمة التي تفوق سنوات عمره ولذلك افسحت له الطريق ليتحدث بلباقته الواضحة وتخليت عن اسلوب السؤال والجواب المعهود في المجال الصحفي
وقال السويسي ” لقد بدأت الفكرة منذ عام 2017 مع زميلي وصديقي كابتن محمد نور وكانت مجرد فكرة لممارسة هذه الرياضة فيما بيننا فقط، بعدها وجدنا إقبالا من بعض اصدقائنا بمشاركتنا ركوب الدراجات وبالفعل كنا نقوم بعمل رحلات قصيرة طالت مسافاتها بمرور الوقت حتي اصبحنا نسافر حاليا لمحافظات اخري مثل قنا _ الاقصر _ أسوان _ الغردقة _ القاهرة ، لافتاً إلى أنهم يقومون بنشر هذه “الرايدات” علي صفحاتنا الخاصة بالفيس بوك علي سبيل النشر ليس إلا.
وأضاف قائلاً ” في أحد الأيام تلقيت اتصالا من احد الاشخاص يبدي رغبته في الانضمام الينا وبالطبع رحبت به وفى يوم التجمع فوجئت بأنه طالب تقريبا 14 سنة قرأت في عينيه شدة رغبته وأمله في المشاركة معنا فما كان مني إلا أني انفصلت عن باقي الفريق وبدون تردد قررت مرافقته في أولي رحلاته حتي لا يعود مكسور الخاطر”.
وأوضح أنه كان في سعادة لا توصف بنهاية الرحلة، ومن هنا كانت الشرارة التي اوقدت بداخلي فكرة تعميم الامر للناشئين علي مستوي محافظة سوهاج.
وتابع : بالفعل قمت بعمل جروب علي فيس بوك طرحت من خلاله فكرتي في تدريب الناشئين علي هذه الرياضة بدون اي مقابل مادي ولله الحمد لاقت الفكرة قبولاً رهيباً لدي أولياء الامور تعطشا منهم لوجود رياضة مفيدة تشغل وقت فراغ ابنائهم وتقوي نموهم الجسماني وحاليا معي ما يقرب من 60 ناشئ مقسمين حسب أقدميتهم ومهارتهم واقوم بتصعيدهم لمسافات اطول حسب استجابة واستعداد كل منهم و 17 دراج منهم مؤهلين للسفر لأي مكان وعلي جانب آخر اقوم بالتواصل مع اولياء الامور اولا بأول لطمأنتهم علي اولادهم واقوم بعمل لايف في اي رحلة تتيح لأولياء الامور متابعه طريق الرايد ولله الحمد جميع الاهل أكدوا ملاحظتهم لتغير شخصية ابناءهم الي الافضل وتفوقهم الدراسي بعد انضمامهم للفريق.
اكمل السويسي حديثه : بمرو الوقت أثبتنا وجودنا وتمت معرفتنا من بقية جروبات الدراجين علي مستوي الجمهورية ومنهم رحالة نقوم باستقبالهم عند مرورهم بسوهاج اثناء رحلاتهم داخل الجمهورية وايضا استقبلنا رحالة اجانب كانوا يتواصلون معنا قبل وصولهم من بلاد مختلفة مثل البرتغال _ الارجنتين _ تونس _ الجزائر _ المغرب وغيرها.
وفي رده على سؤال حول دور الجهات المعنية بسوهاج في تقديم أي دعم لمبادرته فأجاب بأنه حتي الآن لم يتلق اي دعم ملموس أو فعلي من أي جهة لمساعدته في تطوير فكرته رغم اقبال الناس الشديد عليها وأن حلمه فقط في ان يتمكن من الحصول علي ترخيص من الجهات المعنية أو الأهليه بإنشاء مقر أو جمعية لراكبي الدراجات بسوهاج لإيجاد مكان يسهل فيه التجمع بناشئيه قبل الرايدات بدلاً من الانتظار في الشارع، وبكل تأييد نضم صوتنا لصوته في مناشدة الجهات المسؤولة بمساعدته علي اصدار ترخيص لمزاولة نشاطه الرياضي الغير مسبوق في سوهاج.
يحمل كابتن احمد السويسي وأعضاء فربقه كارنيهات بعضوية الاتحاد القومي للدراجات ويحرص دائما علي استخراجه لأي ناشئ ينضم إليه تسهيلا لإشتراك هؤلاء الناشئين مستقبلا في اي ماراثون او مسابقة تتم داخل المحافظة او خارجها
وقال السويسي أنه يقوم حالياً بعمل عضويات لفريق دراجي سوهاج بالمشروع القومي للدراجات التابع لوزارة الشباب والرياضة في اطار الاهتمام بتنمية هذه الرياضة الرائعة.
وختاما للحديث مع كابتن أحمد السويسي أعرب عن سعادته بعمله التطوعي واستمرار محاولاته لتذليل اي عقبات لنشر مبادرته الرياضية في سوهاج وجعلها اسلوب حياة وليست فقط رياضة تمارس من وقت لآخر.
وكعادتها سوهاج ولادة للهمم القوية والافكار البناءة والارادة الصلبة وكعادتها ايضا _ للأسف_ ضحية لإهمال المسؤولين والمختصين كونها محافظة مهمشة من محافظات الجنوب ونهيب بسيادتهم ضرورة الالتفات لمثل هذه المبادرات الرائعه التي تهدف الي انشاء جيل رياضي واع سليم جسديا وعقليا بعيد عن الاجهزة الالكترونية الواقعين تحت تأثيرها فاقدين طعم سنوات صباهم وشبابهم وراء الشاشات المقيتة والالعاب المدمرة.
