توبمنوعات

“ملتقى الهناجر الثقافي” يتناول دور المؤسسات في قضايا التغير المناخي

ناقشت وزارة الثقافة من خلال ملتقى الهناجر الثقافي الشهري، الذى ينظمه قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، “دور المؤسسات في قضايا التغير المناخي”، وذلك مساء أمس الخميس، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور .
أدارت الملتقي الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت إن موضوع الملتقى اليوم من الموضوعات بالغة الأهمية على العالم كله، ومن القضايا الشائكة والأكثر إلحاحا فى السنوات الأخيرة، ولقد حذر منها العلماء وكثرت فيها التنبؤات من زمن بعيد، ولذلك أجريت ومازالت تجرى دراسات كثيرة على هذه القضية، فالجغرافيا تحاول أن تعيد لنا كتابة التاريخ، بل تريد أن تصنع لنا بوصلة جديدة للحياة إذا لم ننتبه لما تقوله لنا الطبيعة، ونناقش اليوم هل يستطيع الإنسان أن يعيد للأرض الحياة الطبيعية؟، وهل لدينا استراتيجية بيئية علمية لمواجهة هذة القضية أو خطة موحدة لمواجهة وانقاذ الحياةعلى هذا الكوكب ؟، وماهو دور المواطن والمؤسسات الحكومية والمجتمع المدنى والأهلي فى هذه القضية ؟ .
تحدث فى الملتقى ا.د. عبد المسيح سمعان الأستاذ بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس ومقرر لجنة الجغرافيا بالمجلس الأعلى للثقافة، واستعرض مايحدث فى ظاهرة الاحتباس الحراري وأسبابه، مؤكدا أنه سوف تظل درجات الحرارة فى الارتفاع ان لم يتوقف الإنسان عن استخدام الوقود الأحفوري ويقلل من إنبعاثات ثانى أكسيد الكربون، موضحا جهود الدولة فى تلك القضية والتى منها عمل الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، والتى تهدف إلى خمس أهداف وهم : “نمو اقتصادي منخفض الانبعاثات، التخفيف من الانبعاثات والتكيف مع التغيرات المناخية، والحوكمة التى تعنى سير كل الوزارات فى خدمة قضية تغير المناخ، وتحسين البنية التحتية لتستوعب كل التغيرات، والوعى”، لافتا إلى أن مصر اتجهت لاستحدام الايدروجين الأخضر وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية وانشأت محطات لها .
وقال ا.د. صلاح هاشم أستاذ التخطيط والتنمية بجامعة الفيوم ورئيس منتدى دراية للسياسات العامة ودراسات التنمية، إن الفقر أدى إلى التغيرات المناخية ثم تسببت التغيرات المناخية فى إفتقار الدول، من هنا لابد من نشر ثقافة التوعية البيئية والسلوك الإنسانى المرتبط بهذه التغيرات المناخية، موضحا أن الدولة المصرية تعيد توزيع السكان لمواجهة التغيرات المناخية، بالتالي المزيد من المساحات المزروعة ومواجهة النقص فى بعض المحاصيل الغذائية، والتوسع فى المدن الخضراء الصديقة للبيئة، كما أن هناك مسابقات بين الجامعات سنوية، وانشأت فيها قطاع خدمة البيئة وتنمية المجتمع يتولى المحافظة على الجامعة الخضراء ومن ثم المجتمع الأخضر، والمجتمع المدني مع الجهات المانحة مع جهاز شئون البيئة عملوا على مشروعات متعلقة بتنمية الوعى البيئي .
من جانبها، تحدثت ا.د. آميرة جمال أستاذة الصحة العامة وطب المجتمع والبيئة وطب الصناعات بجامعة قناة السويس، وقالت إن هناك بعض الأمراض بدأت تظهر مرة ثانية بعد اختفائها مثل الكوليرا والدرن، إلى جانب ظهور أمراض وفيروسات جديدة نتيجة لوجود تغيرات مناخية على مستوى العالم، وزيادة الأمراض تؤدى إلى تقليل جودة الحياة، وزيادة التكلفة الصحية من تطعيمات وأدوية وغيرها، كما يؤثر ذلك اقتصاديا من خلال عدم قدرة الفرد على العمل نتيجة للأصابة بهذه الأمراض، وأكدت أن تعديل السلوك البيئي يستلزم أولا ترشيد كل النشاط الذى يقوم به الفرد، والذى يؤدى إلى انبعاثات للبصمة الكربونية والبصمة المائية .
وأوضحت ا.د. إيمان صبحي أستاذة بمركز البحوث الزراعية بدرجة نائب رئيس جامعة، أن الخريطة الزراعية تتغير باختلاف المناخ، واستعرضت بعض مايقوم به مركز البحوث الزراعية، ومنها : استنباط أصناف تتحمل التغير فى الحرارة، وعلى مستوى علم الوراثة يقوم المركز بنقل الجين من نباتات تتحمل الحرارة والجفاف إلى نباتات ذات مذاق مستحب كطعام، ويقوم المركز بقياس البصمة الكربونة، كما اتجه المركز إلى تحويل المخلفات الزراعية لتوفير السماد البلدى، ويهتم بالانتاج الحيواني واستخدام سلالات ذات إنتاجية عالية، وهناك قسم خاص بالألبان، وأكدت صبحي على الدور الهام للقدوة والإعلام فى نشر التوعية البيئية .
وأكد الدكتور طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي للفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن فكرة الاستخلاف فى الأرض تنص على عمارة الأرض وتحقيق العمران، ومقاصد الشريعة تنحصر فى حماية الإنسان والحفاظ عليه، والشرائع والفتاوى الشرعية تنص على فكرة حصر المرض فى منطقة معينة، وعدم تلويث ماء النهر، موضحا أن المؤشر العالمى للفتوى يقيس نبض المجتمع، ومشيرا إلى دور الأسرة والمدارس والجامعات والمؤسسات الدينية فى التوعية البيئية، وتوجه المؤسسات الدينية فى تجديد الخطاب الدينى الذى يعتمد على البحث العلمى، وأن تجديده يأتى من خلال الاشتباك مع القضايا الموجودة حاليا، لذا توجهت الدولة لتوحيد جهود المؤسسات الدينية الثلاثة ( مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء ) ليكونوا مؤثرين فى المجتمع، ويتلقى الوعاظ دراسات بالأكاديميات ودورات تدريبية للتدريب على كيفية التعامل مع قضايا المجتمع .
من جهته، قال ️الدكتور أحمد الشامي مستشار النقل البحري وخبير اقتصاديات النقل البحري ودراسات الجدوى، إن كل وسائل التقل التى تعتمد على السولار والوقود كلها مضرة للبيئة، وأكد أن مصر ليست دولة متأثرة بتغير المناخ فقط، بل هى أيضا طرف فعال فى مواجهته، ومن خلال مزيج من السياسات الوطنية والمبادرات الإقليمية والدولية تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة لمواطنيها، مع الحفاظ على مواردها البيئية للأجيال القادمة، واستعرض الدور الشعبي للتعامل مع القضية، الذى يأتى من خلال الحفاظ على المياه وترشيدها، وزيادة مساحة الرقعة الخضراء فى محيط السكن، والتخفيف من التنقل دون هدف، وترشيد الاستهلاك والحد من الفاقد من الطعام، وترشيد استهلاك الطاقة.
تخلل برنامج الملتقى باقى من الفقرات الغنائية قدمتها فرقة الحرملك بقيادة المايسترو الدكتورة “مروة عبدالمنعم” ، لأشهر الأغانى منها : ” نسم علينا الهواء، يا صهبجية، بتسأل ليه علية، أنا فى انتظارك” بالإضافة إلى عزف عدة مفطوعات موسيقية لأشهر أغانى نجوم الطرب فى مصر والوطن العربي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *