كتب / محمود مقلد
غيب الموت يوم السبت 19 سبتمبر الماضى، رجل الأعمال محمد فريد خميس رئيس الإتحاد المصري لجمعيات المستثمرين ، ومؤسس مجموعة النساجون الشرقيون ، وذلك بعد صراع طويل مع المرض .
لم يكن محمد فريد خميس رجل أعمال عادى ، بل ملهم ورائد من أهم رواد الاعمال فى تاريخ مصر ، صار على درب طلعت حرب فشيد قلاعا صناعية وصفها البعض بالأفضل فى منطقة الشرق الاوسط والعالم .
لم يكن فريد خميس تاجر أراضى ، أو نائب قروض ،لم يستولى على أموال البنوك ، ولم يهرب بأموال العملاء ، بل شيد صروحا صناعية يستفيد منه الجميع .
غامر وحلم ، وترك لأهلة وأسرته ووطنه تاريخ يفتخر به الجميع ، كان دوما رجل المواقف الصعبة ، ساعد الجميع ، نعته مؤسسة الرئاسة والحكومة و الازهر الشريف نظرا للمواقف النبيلة والتبرعات التى كان يقوم بها دوما لهذة المؤسسة العظيمة .
عايش الكثير من الرؤساء والحكماء ، ارتبط اسمه بالانجازات فى الداخل والخارج ، هاجم الاخوان فى وقت كان يصمت فيه الجميع ، ساند وطنه فى كل الأزمات ، فحزن عليه الجميع .
فى وقت الأزمات كان يظهر دوما امبراطور السجاد بمواقفه النبيلة ،فكانت مساهماته في العمل العام لا تتوقف وبلاحدود، ساهم فى تنمية “جنوبي الصعيد“، وظهرت مساهماته بقوة في تطوير المدارس، تبرع لصندوق تحيا مصر الذي تم تدشينه عقب ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان ، تم ترشيحه ضمن الشخصيات العامة المرشحة لعضوية الجمعية التأسيسية لإعداد دستور 2012،في يونيو 2015، فازت شركته بجائزة التميز لأفضل مصنع سجاد للعام الثاني على التوالي، بعد حصولها على أعلى الأصوات في الاستطلاع الذي نظمته مجلة Floor Covering News الأمريكية.
من هو محمد فريد خميس؟
محمد فريد خميس هو رجل صناعة مصري، يؤمن بأن الإنسان هو أساس نهضة الأمم ورقي المجتمعات، وأن السبيل هو العلم المتميز، والبحث العلمي المتقدم، ويؤمن كذلك بأهمية الدور الاجتماعي لرأس المال، ووصفه الكثيرون بأنه “طلعت حرب مصر”، ورائد الصناعة المصرية.
الراحل متزوج ولديه ابن “محمد” وابنتان ” ياسمين وفريدة” وثلاثة أحفاد “عمر وملك وأسامة“.
ولد محمد فريد خميس في منطقة بلبيس بمحافظة الشرقية “شرقي البلاد”، في أبريل عام 1940، وحصل على البكالوريوس في التجارة من جامعة عين شمس، ودبلوما في المنسوجات، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة لافبرا في إنجلترا.
الانطلاقة كانت حين عمل في البنك الأهلي المصري في الفترة من 1961 وحتى 1967، وفي مجال الصناعة كانت انطلاقته كرجل أعمال مخضرم في عام 1979، عندما أسس شركة النساجون الشرقيون، وكان ذلك تزامنا مع سياسات الانفتاح الاقتصادي التي أطلقها الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وفي عام 1997 تم طرح أسهم هذه الشركة للتداول في البورصة، وهي حاليا من أكبر شركات صناعة السجاد في العالم، حيث إنها تشمل عدة شركات مختلفة تعمل في تصنيع السجاد والألياف وخيوط الغزل والبتروكيماويات بالإضافة إلى النشاط العقاري والسياحة العقارية، والتعليم العالي والنشاط الزراعي والتجـارة الدولية.
انخرط محمد فريد خميس في العمل السياسي مثل الكثير من رجال الأعمال، من بوابتي البرلمان والحزب الوطني، حيث كان رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشورى 2008.
توسعات محمد فريد خميس كانت عابرة للقارات، إذ إنه المصري الوحيد الذي تعامل مع ملف البضائع الصينية بطريقة عملية، حيث واجه المد الصيني في صناعة السجاد من داخل الصين نفسها حماية للمنتج المصري، كما استثمر في الولايات المتحدة الأمريكية في نفس القطاع.
الأزهر ينعي: رحل رجل الخير
لمواقفه النبيلة نعى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رجل الأعمال ورجل الخير محمد فريد خميس، مؤسس مجموعة النساجون الشرقيون، الذي وافته المنية بعد صراع مع المرض.
وأكد الأزهر أن الراحل محمد فريد خميس كان رائدا من رواد الصناعة الوطنية، محبًا لوطنه، كما أن الأزهر الشريف لن ينسى جهوده وتبرعاته السخية في إنشاء المعاهد الأزهرية بالقرى الأكثر احتياجا، ووقوفه بجانب الفقراء والمحتاجين من خلال مؤسسته الاجتماعية.
أهم 15 معلومة عن رجل الصناعة والسياسة محمد فريد خميس
تنشر “النخبة ” مجموعة من المعلومات الرئيسية حول امبراطور صناعة السجاد فى مصر والعالم ، الراحل الغائب الحاضر محمد فريد خميس والذي نجح خلال حياته وتاريخة الطويل في إقامة مؤسسة صناعية استطاعت عبر منتجاتها المنافسة بقوة داخل الأسواق العالمية وأصبحت تمتلك علامة تجارية مشهورة كبيرة على الصعيد الدولي ، وكذلك المشاركة في دوائر صنع القرار عبر توليه رئاسة اتحاد المستثمرين و لجنة الصناعة بمجلس الشورى عام 2008 وهي كالاتي .
1ـ ولد فريد خميس في أبريل 1940 بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية
. 2- حصل على بكالوريوس تجارة ودراسات عليا في صناعة المنسوجات من الولايات المتحدة الأمريكية
3ـ تولى رئاسة لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشورى 2008.
4ـ إلى جانب العمل الاقتصادي، أسس الجامعة البريطانية في مصر.
5- أسس شركة النساجون الشرقيون عام 1979، وبدأ التداول على أسهم الشركة في البورصة المصرية منذ عام 1997.
6ـ كان من الشخصيات العامة المرشحة لعضوية الجمعية التأسيسية لإعداد دستور 2012.
7ـ حصلت ابنتاه “فريدة” و”ياسمين” على المركز 41 في قائمة “فوربس” لأقوى السيدات في الوطن العربي لعام 2014 في مجال “الإدارات التنفيذية”، لشغلهما مناصب نائب رئيس مجلس الإدارة لشؤون البيع والتوزيع، والأخرى نائب رئيس مجلس الإدارة لشؤون التمويل بشركة النساجون الشرقيون.
8ـ في يناير 2014، أعلن تبرعه لصندوق “تحيا مصر” بـ30 مليون جنيه ولكن بشرط هو إعلان الفريق “السيسي”، الترشّح للرئاسة.
9ـ في يونيو 2015، فازت شركته بجائزة التميز لأفضل مصنع سجاد للعام الثاني على التوالي، بعد حصولها على أعلى الأصوات في الاستطلاع الذي نظمته مجلة Floor Covering News الأمريكية.
10- في مارس 2020 أعلن دعمه لجهود القضاء على فيروس كورونا المستجد من خلال التبرع بمبلغ 5 ملايين جنيه فى حساب الصندوق، المخصص لهذا الغرض ، و2 مليون جنيه اخرين لشراء أجهزة تنفس صناعي
11. عمل بالبنك الأهلي المصري 1961-1967.
12. في 2016، أعلن المهندس محمد فريد خميس، رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، تبرعه بـ3 ملايين جنيه لصندوق أسر شهداء سيناء وانضمامه إلى الجبهة الوطنية لمواجهة الإرهاب، وتوظيف فردين من أسرة كل شهيد في شركاته.
13. طالب محمد فريد خميس، الحكومة بزيادة ضريبة الدخل على الأغنياء إلى 30%، قائلا: «ضغط مع هاني قدري دميان، وزير المالية السابق، لزيادة ضريبة الدخل إلى 22.5% بدلا من 20%».
جنازة مهيبة ووداع حزين وسط ذهول جميع محبية
شيع آلالاف من محبى الراحل فريد خميس جنازة الفقيد وسط حضور رسمى مكثف ، شمل كبار وزراء الحكومة ونخبة من رجال أعمال مصر ،اضافة الى لالاف من العاملين بمجموعة شركاته ، وسط دعوات المشاركينوحزن كبير على الفقيد بعد إتمام الدفن.
وكان الآلاف من العاملين بمجموعة النساجون الشرقيون، وأصدقاء ومحبي الراحل محمد فريد خميس قد أدوا صلاة الجنازة عليه بمصنع النساجون انترناشيونال بمدينة العاشر من رمضان، كما شارك وزيرا القوى العاملة والتموين، الدكتور محمد سعفان، وعلى مصيلحي، والدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، وعدد كبير من رجال الأعمال أعضاء اتحاد المستثمرين، وهم الدكتور محمد خميس شعبان الأمين العام لاتحاد المستثمرين، وأعضاء مجلس الإدارة أسامة حفيلة، على حمزة، محمود الشندويلي، عبد الله الغزالي، بهاء العادلي، على السقطي، محي حافظ، كما تواجد من رجال الأعمال كريم هلال، عمرو فتوح عضو جمعية مستثمري بدر، بصلاة الجنازة.
وبعد صلاة الجنازة، هرع عشرات من العمال وراء السيارة التى حملت الجثمان، مرددين “لا إله إلا الله”، ثم انتقل لتشييعه لمثواه الأخير بمقابر الأسرة بالروبيكى.
ووصل جثمان الراحل محمد فريد خميس مطار القاهرة على متن طائرة خاصة قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية فى تمام الساعة 4 عصراً، على أن يتم نقله للصلاة عليه أمام مسجد النساجون بمصنع النساجون انترناشيونال بمدينة العاشر من رمضان فى تمام الساعة 5 مساءً، يعقبها أعمال دفنه بمقابر الأسرة بالروبيكى.
وعلقت لافتات ضخمة على مصنع النساجون انترناشيونال، تحمل صورة المؤسس الراحل فريد خميس، كما تواجدت عدد كبير من أتوبيسات وسيارات مصانع النساجون، وأكاديمية الشروق والجامعة البريطانية، المملوكة ل “خميس”، ووضعت لافتات تنعيه خلف السيارات، فيما أذاع مسجد النساجون قرآن كريم بسرادق عزاء ضخم، وسط تواجد أمني مكثف لتنظيم وتأمين دخول المشيعي
من جانبها نعت الجامعة البريطانية في مصر، ببالغ الحزن والأسى، مؤسسها ورئيس مجلس الأمناء، رجل العلم والصناعة الوطني محمد فريد خميس، مؤكدة أن ما قدمه لمصر خلال مسيرته العملية سوف يظل باق في وجدان الجميع.
وتقدمت الجامعة البريطانية بخالص العزاء والمواساة لأسرة الراحل وكل العاملين في مؤسساته الإقتصادية في مصر وعلى مستوى العالم، حيث وافته المنية صباح السبت الموافق 19 سبتمبر 2020.
قالت الجامعة البريطانية :«لقد فقدت مصر قامة وطنية عظيمة، قضت عمرَها في خدمة هذا الوطن، عاشقةً لكل ذرةٍ من ترابه الطاهر، حيث غيبَ الموت رائدَ الصناعةِ المصرية، محمد فريد خميس، بعدَ صراعٍ مع المرض.. تغمدَ اللهُ فقيدَنا المحبوبَ بواسعِ رحمتِه، وألهمَ أهلَه ومحبيه، الصبرَ والسلوان، ولا نقولُ إلا ما يُرضي ربَنا: إنا لله، وإنا إليه راجعون
