المقالاتتوب

الخير قادم لامحالة

مصر تشهد ثورة حقيقة

 

بقلم / محمود مقلد

هناك تجارب عديدة تؤكد أن الحديث عن  تحسن الظروف والأحوال المعيشية للمواطن  بعد ثورة الأصلاح الأقتصادى التى قامت بها الحكومة على مدار السنوات الماضية  باتت مسألة وقت  ،ولما لا فمصر الوحيدة  فى منطقة الشرق الأوسط التى حققتت نموا خلال العام الماضى .

ومصر من قلائل الدول التى لم تتأثر كثيرا بتداعيات فيروس كورنا ، فلم نجد طوابيرا للعيش أو الغاز  أو تكالب على  الطلب على السلع ،حيث مرت الأزمة بسلام ، ونجحت الحكومة فى توفير كل احتياجات المواطن عكس دول كثيرة كبرى عانت .

كل تجارب الدول الأخرى تؤكد  أن عقب كل عملية أصلاح  تتحسن الأوضاع ، ولما لا يكفينا  تجربة بائع الموز مهاتير محمد، الذى زرع مليونَى نخلة بعد توليه السلطة، فأصبحت ماليزيا الدولة الأولى فى تصدير وإنتاج زيت النخيل ومن هنا بدأت النهضة ،كذلك عامل الورشة لولا دى سيلفا، الذى حوّل البرازيل من دولة مفلسة مديونة للبنك الدولى بـ20 مليارًا إلى دولة دائنة له بـ14 مليارًا، لتصبح البرازيل ثامن أكبر قوة اقتصادية، أو غاندى الرجل البسيط الذى سجّل للهند أعلى معدل نمو فى العالم فقط بالتعليم، كلهم حقّقوا المعجزة دون عبقرية.

نمور آسيا، الأقتصاد الألمانى، الأسد البرازيلى، الدب الروسى.. دول كلها مرّت بنفس الظروف الصعبة التى مر بها الاقتصاد المصرى  ، لم يكن لولا  (بطل الفقراء) ملهما أو عبقريا عندما قاد البرازيل من الهاوية إلى القمة فى أقل من 8 سنوات، برغم تسلمه مقاليد الحكم والدولة على حافة الإفلاس وهناك أكثر من 200 مليون مواطن يعانون الجوع والفقر والبطالة، لم يكن بطل خارق أو انسان عبقرى ، كل مافعله هو العمل
وتبنيه عددًا من الآليات المشتركة وغير التقليدية، مستندا إلى منظومة فكرية قيّمة، تؤمن بقدسية العمل وأهمية التخطيط، مثل تعظيم الموارد البشرية والاستفادة من الثروات الطبيعية، وأعادة توزيع الثروات على الفقراء وسحق البيروقراطية ومحاربة الفساد وتحسين مناخ الاستثمار والاعتماد على النفس، بالإضافة إلى تشجيع استقدام الاستثمارات الأجنبية.

حيث قفزت معدلات تلك الدول إلى مستويات غير مسبوقة، وفى زمن قياسى،  فاستطاعت النمور الآسيوية استعادة عافيتها من جديد بعد عام من الأزمة الشهيرة التى ضربت دول شرق آسيا فى 1997، خصوصًا ماليزيا التى حقَّقت أعلى معدلات نمو فى الإقليم بعد تبنّيها قاعدة توزيع الثروة على الفقراء والعمل وفق هدفين، هما الجودة والتصدير.

من هنا يمكن القول إن مصر لا تحتاج إلى معجزة ، هى فقط بحاجة إلى وقت ،ومَن يكتشفها ويستفيد من شبابها ويعظم مواردها وهذا ما اعتقد ما تفعلة القيادة الحالية ،ولما لا فهى تعمل فى كل مكان ، تشيد مشروعات وتبنى طرق ومجمعات صناعية ،وبالرغم من الظروف الصعبة أطلقت مشروع تطوير القرى بتكلفة 500 مليار جنية .

 

ليس عيبا أن نقرأ فى كتب التاريخ، ونستفيد من نهضة وتجارب الدول الأخرى ، لدينا الكثير من الموارد التى مازالت لم تستغل بعد ، لدينا شباب وطاقات تمتلك الكثير من الأمكانيات ، لدينا ثروات طبيعية تستطيع أن تحدث نقلة قوية للأقتصاد ، نتمنى أن يستمرالأصلاح  حتى يتحقق الهدف ويشعر المواطن بالتحسن والمقابل الذى دفعة طوال الفترة الماضية .