المقالات

فلنحاسب أنفسنا أولا قبل محاسبة المسئوولين!!

تمر مصر الآن بأزمة عابرة لم نعتاد عليها منذ 10 سنوات ، ألا و هى إنقطاع التيار الكهربائى المتكرر ، فى فترة كنا قد تخطينا فيها الشعور بالظلام و خاصة فى ساعات الحرارة الشديدة.
أرى أن البعض سيعلق كثيرا على كلمة ” عابرة ” و لكن ! هل مرور البلاد بأزمة مؤقتة ارتبطت بظروف قد تم الإعلان عنها من قبل المسئولون يجعلنا نقف لنتأفف و كأننا معصومون من الخطأ؟!

هنا لم أجامل دولة و لن أجامل أشخاص .. حتى و إن كان هناك أخطاء فمن العدل أن نحاسب أنفسنا أولا قبل أن نحاسب المسئوولين.
فالننظر حولنا ، من منا يتبع سياسة ترشيد إستهلاك الكهرباء التى ناشدت بها الدولة المواطنون منذ سنوات ؟ من منا يغلق مصابيح غرفته بعد الخروج منها؟ من منا ينتزع شاحن تليفونه المحمول بعد الشحن ؟ ..
و السؤال الأكبر و الأعظم .. من منا يحرم فى بيته سرقة التيار الكهربائى و يعتبر هذا حرام شرعا ؟!..من منا يعلم حقا معنى التغيرات المناخية و كيف ساهم كفرد فى تدمير البيئة ؟! مع العلم أن ما حدث من تغيرات مناخية يعد هو السبب الرئيسى فى إرتفاع درجات الحرارة و التى تحدث عنها خبراء البيئة مرارا و تكرارا .. و لكن لا حياة لمن تنادى.
الحقيقة .. إن مشكلة ضغوط الغاز التى أعلنت عنها الحكومة منذ أيام و المتسببة فى إنقطاع التيار الكهربائى المتكرر مع شدة حرارة الجو ، لا تأتى من فراغ بل تأتى كنتيجة حتمية لاستهتار الكثير فى تفعيل مفهوم ترشيد استهلاك الكهرباء ، كما تأتى من إجازة الكثير لسرقة التيار الكهربائى و استحلال مال الشعب و حقه فى الكهرباء .. كما تأتى فى المقام الأول من استهتارنا الكامل بموارد الطبيعة التى تفنى شيئا فشيئا و نحسبها باقية ..
يا ساده كلنا مخطئون فلن تستقيم الحياة إلا بإستقامة الجميع . المسئول ليس بساحر حتى و إن كان مخطىء فى بعض الجوانب فلا نعصم أنفسنا من الخطأ .. إذا إلتزمنا فحتما لن يكون هناك ضغوط و لن تكون هناك أزمة ..
و نقيس على هذا جميع السقطات التى نراها .. فإرتفاع الأسعار حتى و إن كان مبالغ فيه بسبب ارتفاع سعر الدولار فنحن نستحل فى بعضنا البعض البيع بأسعار مبالغ فيها تفوق الأسعار الأساسية المعلنة من الدولة و التى هى آيضا مرتفعة و لكنها نتيجة ظروف دولية و حروب باتت تخيم آثارها على العالم أجمع .
فى النهاية أود أن أذكركم بما تمر به أوروبا من أزمة طاحنة فى الطاقة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ..
و أود أن أحدثكم عن صديقات لى فى أوروبا قد مروا بأوقات تمنوا فيها النزوح إلى مصرنا الغالية ليس للنزهه ، بل فقط للاستمتاع بهواء مكيفات الهواء الباردة فى فترة لم يجدوا فيها طاقة كافية لذلك مع إرتفاع وتيرة التغيرات المناخية بأوروبا و اجتياح الحراراة الشديدة للبلاد و بالتالى الارتفاع المهول لأسعار الطاقة لديهم.
يا ساده جميعا نستحق الحساب، فقبل أن نحاسب المسئوولين فلنحاسب ضمائرنا و لنغير ثقافتنا و لنتقى الله أولا فى بعضنا البعض حتى تستقر الحياة.
شيرين سامى
كاتبة صحفية
باحثة فى الإعلام البيئى
shereen_samy27@yahoo.com