
في سنة 2000 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية زار المستشار الألماني آنذاك “جيرهارد شرودر” القائد خالد الذكر “ياسر عرفات” وعرض عليه المساعدة.
فطلب منه “عرفات” أن يعالج في ألمانيا بعض الأطفال الذين أصيبوا في الاشتباكات مع جنود الاحتلال.
أخذ “شرودر” الأطفال المصابين معه في الطائرة، وكانوا كلهم من الذكور وأمر بعلاجهم على نفقة الحكومة الألمانية في مستشفيات الجيش الألماني. وكان أحد هذه المستشفيات في مدينة هامبورج.
فسارع أعضاء “الجمعية المصرية الألمانية بشمال ألماني بجمع الهدايا وكلفوا مجلس الإدارة بتوزيعها على الأطفال.
الصورة تبين أعضاء مجلس الإدارة وبرفقتهم السيد “نادر السقا” رئيس الرابطة الفلسطينية (أقصى اليسار) عند سرير الطفل “أحمد” (14 سنة) ولاحظنا في هذه الزيارة والزيارات التي تبعتها أن الأطفال يبدون أصغر حجما عن سنهم المعلن فسألنا أحد الأطباء، فكان رده: “تبين لنا بعد فحصهم أنهم يعانون من سوء التغذية” وعن إصاباتهم قال: “كل الإصابات ناتجة من قذائف أو شظايا عسكرية، وأغلبها أصاب أعضاءهم التناسلية”
الهدف واضح وهو محاولة إبادة الحاضر والمستقبل.
توجهت إليّ إحدى الحكيمات في المستشفى بشكوى أن الأطفال يجرون في ردهات المستشفى ويتسببون في ضوضاء بمجرد أن تبدأ بشائر التعافي.
فقلت لها: “صبرا يا أختي … هؤلاء الأطفال مرّوا بأهوال تفوق الخيال فقد واجهوا الدبابات بالحجارة التي كانت أيديهم الصغيرة تستطيع الإمساك بها، فتحمّلي قليلا فرحتهم في التحرك بأمان وأملهم في الشفاء على أيديكم الحنونة”
في ضوء اللفتة الإنسانية من المستشار “شرودر” سنة 2000 يبدوا تصرف الحكومة الألمانية اليوم أكثر من مُخزٍ.
فقد تبلورت بوضوح أمامنا جريمتان:
• سوء التغذية
• تعمد إصابة الأعضاء التناسلية للأطفال الذكور
ندعوا الله العزيز القدير أن يعطي هذا الشعب الصبور القوة لتحمل هذه المصائب.
رئيس الجمعية المصرية الألمانية في شمال ألمانيا
هانئ محمود النقراشي