المقالات
فوضى العمرة ..بين الواقع والخيال !!!
بقلم اللواء /محمد رضا داود
رئيس مجلس الإدراة و العضو المنتدب لشركة لاكى تورز
من وجهة نظرى المتواضعة أرى أنه لا يوجد أى نوع من أنواع الفوضى فى رحلات العمرة بل على العكس تماما أى معتمر يرغب فى الذهاب الى العمرة من خلال شركات السياحة يستطيع أن يسافر فى أسرع وقت ممكن …وهو ما يؤكد أن كل الاجراءات ميسرة , سواء من قبل الجهة الادارية , أو شركات الطيران الناقلة , لدرجة أنه فى شهر نوفمبر الماضى , لم تصل الاعداد المتقدمة للشركات – الى رقم كبير – و معنى ذلك أن الطلب على العمرة أنخفض فى شهر نوفمبر من الجانب المصرى.
و للأسف انخفضت الطاقة الفندقية المتاحة فى الجانب السعودى للسوق المصرى , حيث بلغت إشغالات الفنادق فى المدينة المنورة و مكة المكرمة من الجنسيات الاخرى ذروتها , و لم يتوفر للسوق المصرى غرف كافية فى مستويات الــ 4 و 5 نجوم , لهذا السبب و يدلل على ذلك أيضا – أن شركات السياحة المصرية تبحث يوميا عن جوازات المعتمرين و معظم الشركات ذات السمعة الطيبة لا يوجد طرفها الجوازات الكافية لعمل رحلة عمرة متكاملة بالمندوب , بالطيران و النقل وخلافه.
أما قضية تحديد الاعداد أو وضع سقف لكل شركة , و من خلال 47 عاما أعمل فى هذا المجال أرى ان هذا هو الخطر المهنى بعينه و مفهوم الخطر المهنى هو – سلب حق المواطن فى أختيار منظم الرحلة طبقا لرغبته أيا كان مستواه المادى (أقتصادى- متوسط – فاخر – ديلوكس) فشركات السياحة جميعا تملك حق بيع المنتج الذى يتوافق و رغبات المعتمر و هو صاحب القرار فى أختيار شركة السياحة المناسبة و التى يثق في قدراتها .
و لو وصلنا الى أسوأ الامور , فانه يذهب الى مندوب او مدير مبيعات يتولى تسويق المنتج , و هذا بدوره لا يمكنه من تنظيم رحلة رسمية الا من خلال شركة سياحة , و هنا تصبح الالية السعرية فى يد شركة السياحة و ليس أى طرف أخر.
وهناك ملحوظة مهمة من وجهة نظرى : مسمى السمسار أو الجلاب هو اسم مغاير للحقيقة , حيث ان وظيفة مندوب او مدير المبيعات , او مندوب او مدير التسويق , هى وظيفة ليست معترف به ليس فى صناعة السياحة فقط , لكن فى كافة الانشطة التجارية و الصناعية و الزراعية – و كذلك السياحة الواردة و الصادرة سواء كان محليا او دوليا , و مهمته تسويق و ربط العلاقة بين طرفى التعاقد مقابل مبلغ مالى.
وكما هو متعارف عليه داخليا وخارجيا فإن حجم العمولات التى تصرف يوميا لمندوبى المبيعات و التسويق – سواء فى الصحافة مصر فى الصحافة (لاعلانات بكافة أشكالها) أو خلافه ..
وبالنسبة لما يتردد حول تسريب العملات الاجنبية من مصر فهى القضية التى تحدث دائما وتمثل صدام أزلى فى صناعة السياحة مما يدعنا الى طرح تساؤلات عديدة منها هل نسيرعلى طريق قيادات محترمة سابقة و هى اعتبار نشاط العمرة سياحة طاردة و يفرض على منظم العمرة – أن يكون 25 %مثلا من ايراداته بالعملة الاجنبية , هى السقف المخصص لتحويل نشاط العمرة , و هذا اختيار مطروح بقوة منذ زمن طويل جدا , و فى هذه الحالة سوف تعمل فقط 150 الى 200 شركة فى العمرة فقط .
أو نسير و نؤمن بأليات سوق حر 100%و نترك العرض و الطلب و الاسعار هى التى تحدد سقف الاسعار
وحول اشتعال أسعار العمرة فإن المنتج ينقسم الى جزءين الاول : داخل مصر و الثانى : خارج مصر
الأول : تذاكر الطيران و رسوم الغرفة و الضرائب و كلها مصروفات داخل مصر و تدفع بالجنيه المصرى , و يمثل هذا الجزء حوالى 30 الى 40 %من عمرة المستوى االقتصادى , و هذا يبقى داخل مصر و الباقى فى الخارج
الثانى : هو خدمات المعتمرين من نقل و اقامة
و معنى هذه المقدمة أن الاسعار الملتهبة هى من صنع العوامل المؤثرة فى السعر – و هى : -سعر العملة” الريال ” الذى وصل الى اكثر من 7.20 جنيه
-اسعار الاقامة فى الفنادق و النقل فى السعودية و هذه النقطة بالتحديد لا دخل لشركات السياحة فيها بارتفاع أسعار العمرة كما اوضحنا فى العوامل السابقة.