المقالات

هل قانون مناهضة العنف ضد المرأة هو الحل ؟

بقلم / شيرين سامى

فى ظاهرة تدعو للاستنفار ، انتشرت حالات القتل فى المجتمع المصرى و لا سيما قتل المرأة ، مشهد استباح فيه كل من تخول له نفسه الانتقام إلى استخدام طريقة القتل و كأنها باتت عادة مستساغة .
علامات تعجب تشوب الوجوه من تغير عادات المجتمع المصرى الأصيلة ، ما المبرر لقتل روح حرم الله قتلها ، أين القدوة؟ ، أين الدين ؟، أين الأسرة ؟ ، أين القانون ؟ ، علامات استفهام تدور فى أذهاننا نحاول أن نجد لها إجابات .
هل أثرت تقافتنا المكتسبة من انواع الدراما المختلفة و أغانى المهرجانات ، على عادات و تقاليد الشعب المصرى ، هل اختفى دور الأسرة فى التوجيه و الارشاد و أصبح تكريث كل الوقت للسعى وراء لقمة العيش ، هل غاب الدين عن بيوتنا المصرية ؟
أسئلة نطرحها و توقعات نستنتجها ، و لكن تبقى الحقيقة الواضحة أننا أمام ظاهرة يجب التصدى لها ، و بحث فحواها .
و بالحديث عن المرأة و هى الأم و الأخت و الإبنة و الزوجة ، فقد تابعت مؤسسات عدة تهتم بقضايا المرأة المصرية حوادث مقتل النساء الأخيرة فى مصر و بعض الدول العربية ، و قد طالبت بسرعة إقرار قانون مناهضة العنف الموحد والذي تم تقديمه من مجموعة العمل النسوي في الدورة التشريعية الماضية والدورة التشريعية الحالية، وتم التوقيع عليه من 60 نائب ونائبة من أعضاء مجلس النواب. 
كما طالبت مؤسسة قضايا المرأة المصرية ، بإشراك مؤسسات المجتمع المدني المعنية في إصدار قانون موحد لمناهضة العنف بكافة أشكاله ضد النساء ، و ذلك فى ضوء أن 2022 هو عام المجتمع المدني .
و السؤال .. هل الإسراع فى وضع قانون موحد لمناهضة العنف ضد المرأة و بكافة أشكاله كافى لتعديل سلوك المقبل على القتل ؟ و هل العقاب القانونى وحده يكفى لردعه ؟
أعتقد أن العقاب هو أحد الحلول و لكنه ليس الحل الجذرى ، و أناشد الأسرة المصرية للعوده إلى العرف و التقاليد و الأخلاق الحميدة الأصيلة ، و الرجوع إلى الدين ، فجميع الآديان تحرم القتل و العنف ، و أتطلع إلى دعوة المؤسسات الحكومية لإتخاذ كافة أشكال الردع تجاه جميع المنوعات الدرامية المحرضة و أغانى المهرجانات التى تحتوى على كلمات تؤذى الذوق العام و تدعو لثقافة اللامبالاة فى إستقاء ألفاظ بذيئة ربما تدعو إلى انتشار الفحشاء و العبث بين المراهقين و الشباب ، و بالأخص الأعمال الدرامية التى تشكل وعى المراهقين و الشباب ، و تحثهم على ارتكاب الجريمة بل و إظهار القاتل و المجرم و البلطجى فى صورة بطل و قدوة يحتذى بها ..
و أرى الحل فى تكاتف الدولة و مشرعى القوانين و الاسرة و المؤسسات الدينية و مؤسسات المجتمع المدنى ، فمناهضة العنف دور مجتمعى لا يقتصر على فئة أو فرد .

صحفية و أخصائى إرشاد نفسى و أسرى
shereen_samy27@yahoo.com

الوسوم